تغيير عاداتنا اليومية سواء بإضافة عادة إيجابية أو التخلى عن عادة سلبية تعتبر من التحديات الكبيرة اللى بنواجها , يعنى مثلا كلنا عارفين ان عادة التدخير من العادات السيئة لكن من الصعب الإقلاع عنها رغم المحاولة والتكرار , وأن عادة ممارسة التمارين الرياضية من العادات الإيجابية إلا إنها هى كمان مبنقدرش المواظبة عليها أكتر من أسبوع أو اتنين برده رغم المحاولة والتكرار.
الخبر الحلو هو إن العيب مش فيك انت , العيب فى النظام اللى بتطبقه , ولما نعرف عقلنا بستقبل وبينفذ العادات إزاى هنقدر بتعديلات بسيطة فى نظام تطبيقها إنها تكون جزء من حياتنا اليومية.
تعديل بعض المعتقدات
التركيز على النتيجة المطلوبة وعدم التركيز على الطريق للوصول للنتيجة
التركيز على النتيجة المطلوبة أو المرجوة وإستعجال الوصول ليها بيخلق عندك حاله من الملل والإحباط نتيجة المقارنة بين حالك دلوقتى والنتيجة اللى عايز توصلها لأن النتائج اليومية من الصعب ملاحظتها, لكن المطلوب هو التركيز على الطريق والأسلوب اللى بطبقه فى الممارسة اليومية علشان تعوض إحساس الملل والإحباط بالشعور بالإنجاز والسعاده واللى هيساعدك عل الإستمرارية.
القرارات والتعديلات الكبيرة هتوصل لنتائج أفضل
الحقيقة إن التعديلات البسيطة والمحافظة عليها بشكل مستمر يومياً هى المفتاح للحصول على أفضل النتائج , يعنى مثلاً لو رحت الجيم 9 ساعات مش هتوصل للقوام الى بتسعى ليه , لكن لو رحت الجيم كل يوم بإستمرار لمدة 20 دقيقة فى وقت معين هتلاقى نفسك وصلت القوام اللى بتتمناه , مترهقش نفسك بتعديلات كبيرة ويكون صعب الإستمرار عليها , لكن مجرد تعديل بسيط مستمر هيوصلك لنتائج مبهرة.
قليل مستمر .. خير من كثير متقطع
اللى هنوصله فى المستقبل هو نتيجة مماراساتنا اليوم
طبيعى إن تكون النتائج اللى هنوصل ليها فى المستقبل بتبدأ من إنهارده والعادات اليومية اللى بتمارسها فى يومك , يعنى لو من إنهارده قلت هكتب كل يوم صفحة هتلاقى بعد شهرين أو 3 شهور هتكون كتبت كتاب , ولو معملتش حاجة بعد 3 شهور هتوصل لنفس اللى انت وصله دلوقتى , أختياراتك اليومية هى اللى هتحدد حالك فى المستقبل.
الإختيارات البسيطة ليها التأثير الأكبر رغم عدم ملاحظتها
من الصعب انك تقدر تلاحظ نتايج الإختيارات أو التعديلات البسيطة اليومية , لكن مع الوقت والإستمرارية هتبدأ النتائج تبان بشكل ملحوظ , زى الإنحراف البسيط فى الزاوية ممكن ما تقدرش تلاحظه , لكن كل ما بتزيد المسافة بتدأ تظهر وبتوصل لنقطة مختلفة ومكان محتلف تماماً.
التعديل البسيط فى الممارسات اليومية تتحول إلى عادة ويصبح لها التأثير الأكبر.
كيف تعمل العادات :
من الممكن ان تتحول المحاولة لممارسة عمل أو سلوك بشكل يومى وروتينى إلى صراع ومعاناه لسببين:
- إستخدام طريقة ونظام خاطئ
- الإختيار الخاظئ
تتشكل العادة من 4 مراحل رئيسية
الإشارة
وهى الإشارة أو الإندار لبدء ممارسة عمل ما.
الإشتهاء او الرغبة
وهى إشتهاء أو الرغبة فى الوصول إلى نتائج ممارسة عمل ما.
الفعل أو الممارسة .
هى الإجاراءات والممارسة الفعلية لهذا العمل .
الجائزة أو المكافأة
وهو الوصول إلى حالة الرضا والسعادة كمكافئة لممارسة هذا العمل.
نوضح ده فى مثال
سواقة العربية هى عباراة عن مجموعة عادات اصبحت تعمل بشكل تلقائى وتكون الإشارة هى فتح باب العربية وهى بداية ممارسة الإجراءات الروتينيه زى مفتاح الموتور وتظبيط المرايات والبص على العدادات وأى إجراءات تانية بتحصل بشكل تلقائى وهو ده الممارسة , وده بيتم نتيجة الرغبة فى انك تتحرك من مكان لمكان تانى , وبتحصل حالة الرضا لما بتوصل للمكان , وهنا بتختلف حالتك وانت فى مرحلة الممارسة حسب المكافئة , يعنى لو هتوصل مكان جميل أو هتقابل شخص عزيز عليك هتكون مبسوط , لكن لو هتوصل مكان غير مرغوب فيه هتكون منزعج طول الطريق , وقيس على كدة كل حاجة.
من خلال فهم للمكونات الرئيسية لممارسة أى عادة ده هيخليك تقدر تعدل أو تبدل أى حاجة فى الأربع مراحل علشان تقدر تستمر على العمل بشكل يومى وروتينى.
مثلا مش كل العادات أو التعديلات المطلوب ممارستها بشكل يومى منتظم بيكون ليها مكافئة فى الحالة ده بتكون مرهقة وتخليك غير متحمس وتأجلها , وبعد ما فهمت طريقة بناء العادات تعرف إن مرحلة المكافئة مش موجوده , يبقى انت محتاج تضيفها , مثلا بعد ممارسة الرياضة هشرب مشروب بحبه أو هتفرج على البرنامج المفضل, أو انى اعلق حاجة بحبها فى يومى وهعملها بمجرد ما أخلص ممارسة العمل وانت متحمس وفى انتظار المكافئة.
4 نصائح للتعود على ممارسة عمل بشكل روتينى
قصاد عينى
فى معلومة علمية بتقول إن جسم الإنسان فىه أكثر من 11 مليون مستشعر إستقبال , 10 مليون منهم بيعتمد على الرؤية , وإن الإشارات البصرية ليها أقوى تأثير وتحفيز على السلوك.
وده يخليك تحافظ على إن الأدوات اللى هتستخدمها لممارسة عمل روتينى واضحة قدامك وشايفها وسهل توصلها , يعنى لو عايز تتمرن كل يوم على عزف آله موسيقية ,لو موجوده قدامك وشايفها وسهل توصلها هيساعدك على التمرين , عكس ما يكون محطوطة فى الجراب بتاعها أو متشاله فى مكان بعيد , ولو عايز تروح الجيم بعد الشغل جهز شنطة التمرين وحطها فى العربية على الكرسى اللى جنب السواق , ( بعيد عن العين بعيد عن القلب ).
تعديلات بسيطة فى البيئة المحيطة هتساعدك على التحفيز للبدء فى ممارسة عمل ؤوتينى.
التخطيط والمتابعة
علشان تقدر تحافظ على عمل أو سلوك وتمارسه بشكل روتينى لحد ما يتحول يبقى عادة ( النيه لوحدها مش كفاية ) يعنى لازم يكون فى خطة لتنفيذها تتلخص فى الرد على 3 اسئلة مهمة ( إمتى , فين , إزاى ) , والحاجة التانية هى المتابعة والتسجيل , لما بتعلم فى الأجندة أو النتيجة أو قائمة المهام اليومية علامة ( صح ) بيديلك إحساس بالرضا والسعادة بالإنجاز وبيخليك حريص انك متفوتش مربع فى الإجنده من غير علامة صح.
أغلب الناس اللى بيخططو ويتابعو تقدمهم هم الأكثر وصولا لأهدافهم.
واحد محتاجه والتانى بحبه
الأعمال اللى مرتبطة بالسعاده هى أكثر الأعمال اللى تقدر تحافظ على ممارستها بشكر دورى ومنتظم لحد ما تكون عاده اساسية فى يومك , حتى لو نتائجها مضره على المدى البعيد لكن السعاده اللحظية نتيجة ممارستها هى اللى بتخليك تستمر عليها , زى التدخين رغم إن المدخنين مدركين الأضرار اللى هتعود عليهم فى المستقبل إلا إن حالة السعاده اللحظية اللى بيشعر بيها هى اللى بتخليها عاده ومش من السهل الإقلاع عنها حتى لو الجسم أخد إحتياجة من نسبة النيكوتين اللى اتعود عليها.
ولأن مش كل الأعمال مرتبطة بالسعاده , بالعكس ممكن يكون فى بعضها صعب وفيه بعض المشقة , وهنا ممكن تربط العمل ده بأى حاجة تانية بتحسسك بالسعاده بس مش هتعملها غير لما تنتهى من ممارسة العمل المطلوب , هتفرج على القنوات الرياضية المفضلة بعد ما انتهى من كتابة المقالة.
خليها سهلة
كل ما هتخلى التنفيذ سهل كل ما هتقدر تستمر على ممارسة أى عمل روتينى , يعنى زى ما قلنا بتدأ الممارسة بالإشارة , والإشارة مش معناها إنك تبدأ فى العمل بكل إجراءاته لكن هى إشارة بداية تنفيذ خطوة بسيطة , مثلاً إشارة انك تروح الجيم مش لازم انها تكون مرتبطة بكل مراحل وإجراءات ممارسة التمرين لكن تكون إشارة انك تلبس الشوز , اربط الإشارة بإجراء بسيط وسهل ميستغرقش أكتر من 3 دقائق والباقى هييجى لوحده.
بناء العادات الإيجابية لا يتطلب القيام بأعمال صعبة وكبيرة بشكل دورى للوصول إلى أفضل النتائج , لكن التعديلات البسيطة وإضافة بعض السلوكيات البسيطة على الروتين اليومى والإستمرار على ممارستها بشكل دورى هيحقق نتائج مبهرة فى المستقبل.
المصادر :